قافیة الضّمیر

(قافية الضّمير)

هذا النّوع من القوافي تكلّموا عنها مجموعة من شعراء الشّعر الشّعبي حديثًا، مع اختلاف آراءهم، وإن لم يُدَوَّن ولكن يستحقّ الذّكر والتّدوين لما فيه من جماليّة ودقّة في توضيحه، بما أنّ الكثير من الشّعراء يستخدمون الضّمير كقافية في أشعارهم دون مراعات الشّروط اللازمة.

والضّمير بمعنی كلمة أو حرف يأتي في مكان الإسم وأحيانًا تكون كلمة معطوفة علىٰ الإسم، حاضرًا و غائبًا، مخاطِبًا و مخاطَبًا
نحو: (حبّيته، ودّيته، عشگيته)
أو (راحَوا، شالَوا، غابَوا)

فإن كانت القافية هكذا، إذن حتّىٰ عوام النّاس من غير الشّعراء يستطيعون أن يأتوا بالعشرات منها إن لم تكُن بالمئات.

فلا يجوز استخدامها في القصيدة العموديّة (للعلم بأن هناك من أجاز استخدامها في أبيات القصيدة المربّعة باستثناء المستهل، وتركها أفضل)

شروط الإتيان بقافية الضّمير هو الإلتزام في استخدام كلمات تحمل نفس الرّويّ، مثلًا إذا قلنا: (حبّيته) تتبعها (طلبيته، صبّيته، شربيته) فنستطيع أن نعتبر رويّها حرف الباء
حيث: (حَب، طلَب، صَب، شرَب)
أمّا أحرف الياء والتاء والهاء [ يته ] هي من جعلت الكلمة أن تكون ضميرًا فهي دخيلة وليست أساسيّة في الكلمة.

مثالًا آخر لَو قلنا: (راحَوا) يجب أن نقول في ما بعد (صاحَوا، ناحَوا، طاحَوا) فحرف الواو هُنا يُسمّىٰ عند أهل النّحو بواو الجماعة وهو دخيل أيضًا، أمّا الألف فهو الّذي يُميّز الواو بأنّه واو الجماعة وهو يُكتب ولا يُقرأ، إذن الرّويّ كان حرف الحاء
حيث: (راح، صاح، ناح، طاح)

ألقاعدة هي لو حذفنا الحشو والحروف الدّخيلة من الكلمة لا تختل القافية وتقف عند روّيّها لا عند حشوها، وسوف أضرب مثالًا من أوّل قافية استخدمها الأخ أحمد الحرجاوي في قصيدته
شبّعته   (شبّع .. ته)   شبّع
طوّعته   (طوّع .. ته)   طوّع
روّعته   (روّع .. ته)   روّع
جرّعته   (جرّع .. ته)   جرّع
نزّعته   (نزّع .. ته)   نزّع
گطّعته   (گطّع .. ته)   گطّع
فزّعته   (فزّع .. ته)   فزّع
جمّعته   (جمّع ته)   جمّع
بيّعته   (بيّع .. ته)   بيّع
ودّعته   (ودّع .. ته)   ودّع

افتحته   (افتح ..ته)   افتح ❌
قافلته   (قافل .. ته)   قافل ❌
احضرته   (احضر .. ته)   احضر ❌

وهناك أمثال كثيرة من هذا النّوع نتركها للباحث المهتمّ.

أعتقد اتّضحت الصّورة، وللعِلم هذا ليس له علاقة بـ (لزوم مالا يُلزم) بل هذا (لزوم يُلزم به).